الآن.نت - اليابان لديها سمعة جيدة في كل انحاء العالم ،فهى بلد مختلفة تماماً عن الغرب ، اهتمامها للتكنولوجيا وشغفها الكبير بالعلم والتطور لم ينسيها عاداتها وتقاليدها ، فهى بلد متمسكة جدا بعاداتها واخلاقياتها .
سنستعرض معاً سلوكيات موجودة في اليابان فقط .. البعض منها راقي وهادف ،والبعض غريب وغير مفهوم !
غرف النفي !
كثير من الدول لديها قوانين تمنع إقالة الموظفين دون سبب مقنع ،هذه مشكلة كبيرة خاصة في اليابان ،فالحل الوحيد الذي يمكن الشركات من إقالة موظف ما هو ان تدفع له مبالغ هائلة من أجل الإقالة ، وبالطبع هذا غير مرضي بالنسبة للشركات ،لكنهم لم يستسلموا للقانون ، فقد إبتكروا حيلة غريبة وشريرة جداً ،لتجعل الموظف نفسه هو من يريد أن يستقيل من الشركة ،حتى وإن كان الثمن ان يتنازل عن كل مستحقاته المالية في سبيل الهرب !
شركات كبيرة طبقت هذه الفكرة بالفعل مثل سوني وبانسونيك وتوشيبا ، فالموظف المراد إقالته يتم نفيه لغرفة تسمى ” غرفة النفى ” ، ويكلف بمهام لا تخدم اي غرض ، مهام هدفها ان تصيبه بالملل وربما الجنون !
كأن يحدق بشاشة التلفاز لمدة تصل إلى 10 ساعات في اليوم مثلا !
جنون أليس كذلك ؟
الشركات التي تستخدم هذا التكنيك هدفها إيصال الموظف لأعلى درجات الملل والقنوط حتى يرغب في الإستقالة ،ولكن لن يحصل عليها إلا مقابل التنازل عن كافة مستحقاته المالية ،وهذا هو هدف الشركة !
مدارس بلا عمال نظافة !
الاطفال في كل المدارس اعتادوا على رؤية عمال النظافة يقومون بأعمال التنظيف في المدرسة كل يوم ،بالطبع انها وظيفة ضرورية ومهمة للتخلص من فوضى الاطفال ، ولكن ليس هذا هو الحال في اليابان .
فبدلاً من توظيف عامل يقوم بتنظيف وترتيب ما يخلفوه الأطفال من فوضى ، المدرسة تتولى ذلك ، عن طريق تعليم الاطفال اهمية النظافة ، وضرورة الاعتماد على انفسهم والاحساس بالمسؤولية ..
ليس بطريقة نظرية وإنما بطريقة عملية أيضاً ، ففي كل يوم يُحدد موعد يقوم فيه الاطفال بتنظيف المدرسة بالكامل.
والهدف من ذلك تعليمهم اهمية العمل وروح الجماعة ، فهل يمكن ان نرى مثل هذه الافكار الرائعة في عالمنا العربي يوماً ؟
النوم في العمل
هل حدث ان غفوت سهواً أثناء العمل ؟!
موقف غريب ربما لكنه وارد ان يحدث ، وقد يضعك في ورطة مع مديرك ،فهو يدفع لك المال مقابل عملك لا مقابل النوم !
ولكن في اليابان اصبح من الممكن ذلك ، يمر بك مديرك وأنت غارق في نومك ولا يجرؤ على الصراخ بك ، او اعطاءك انذار ، او جزاء او حتى خصم يوماً من مرتبك يشفي غليله !
في اليابان فقط من حق الموظف ان ينام في العمل ، فهم يعتقدون انه اذا وصل بك الحال للنوم اثناء العمل فهذا يعني انك تعمل بشدة لدرجة انك لا تستطيع النوم في بيتك !
وهذا ما يسمونه inemuri ما يعني القيلولة ، ويعتقدون ان حصول الموظف على هذه القيلوله سيعيد له نشاطه ويعمل بذهن صافي اكثر !
تبني البالغين !
تبني الاطفال معروف في كل انحاء العالم ، وتأتي اليابان في المقدمة حسب معدلات التبني في العالم ، غير انه مختلف تماما في اليابان ، فأغلب حالات التبني تكون للبالغين الذين تتراوح اعمارهم ما بين الـ 20 والـ 30 ، ومعظهم رجال !
وأشهر حالتين يتم فيهم التبني هما .. الأولى :
إذا كان صاحب شركة ضخمة ليس لديه ابن يحفظ اسمه واسم عائلته ، يلجأ على الفور للتبني ، ليصبح له وريث شرعي يحمل اسمه ويساعده في اعمال الشركة التي سيرأسها بعده !
والحالة الثانية .. هى اذا كان لديه ابن لكنه يرى انه غير قادر على ادارة اعماله ،وانه سيضيع مجهود سنوات دون أدنى شعور بالمسؤولية ، وقتها يلجأ الأب لتبني شاب بالغ يرى فيه ما يفتقده في ابنه .
والجدير بالذكر ان صاحب شركة سوزوكي العملاقة قام بتبني شاب ليحمل اسمه واسم عائلته ، كما ان التبني سمح لكثير من الشركات العملاقة بالبقاء فترة أطول ، على سبيل المثال ؛ فندق “زينجرو هوشي ” والذي سجل في موسوعة جينيس كأقدم شركة عائلية في العالم ، وهى منذ 1300 سنة ، اي توالى عليها ما يقرب من 46 جيل !
الانسحاب
الانسحاب يعني تجنب الاتصال الاجتماعي بشكل غير طبيعي، هذه الحالة منتشرة بكثرة في اليابان ،وتحدث غالباً للذكور في فترة المراهقة .
على مدى العقدين الماضيين ، زادت ظاهرة انطواء الشباب وعزلتهم عن العالم الخارجي والتي قد تصل لسنوات !
وبسبب إنتشار هذه الحالة بهذه الطريقة الرهيبة ، تم انشاء الكثير من مراكز الطب النفسي المتخصصة في علاج وتأهيل المصابين بهذه الحالة ،والذين بلغ عددهم مليون و700 الف !
هناك حالات تستمر لعدة سنوات ومع العلاج تنتهى، وهناك من تستمر حالتهم إلى اجل غير مسمى .
ويعتقد الأطباء النفسيين ان هذه الظاهرة ستظل موجودة بل وستتفاقم أكثر وذلك بسبب ثقافة وعادات اليابانيين التي تحتم على الآباء رعاية الأبناء والإهتمام بهم كالأطفال حتى وإن بلغوا من العمر عتيا !
هذا غير ان هناك انطباع قديم يرى في العزلة احترام وتقدير لمن هم أكبر سناً !
الطعام المبتكر
اشتهرت اليابان بإبتكار اصناف غريبة من الطعام ، حتى انها اصبحت صناعة ضخمة ، انه من الصعب شرح كيف انتشر هذا الطعام بهذه الطريقة ، والذي يعتمد أساساً على كونه مختلف وغريب أيضاً !
كما ان هناك الكثير من المطاعم واشهرالعلامات التجارية قامت بهذه التجربة ، على سبيل المثال ؛ شوكولاتة كيت كات المعروفة ، قامت بإبتكار ما يفوق الـمائة صنف ، مما ساعد في انتشارها بطريقة لا تصدق !
فنادق الكبسولة !
هل احتجت يوما مكان لتنام فيه اثناء سفرك بلا كل تلك المرافق التي تأتي مع غرف الفنادق ؟
هل ترى انها مضيعة للمال ؟
اذن هذه الغرف المبتكرة لك !
ابتكار جديد تقدمه اليابان لأولئك الذين يبحثون عن سرير فقط ولا غير ذلك لقضاء ليلتهم ،غرفة ذات حجم معقول تكفي لسرير واحد وتلفاز صغير ، غالبا تكون هذه الفنادق من دورين تشبه كثيرا الخزانات .
بالإضافة إلى ميزة وجود الواي فاي ، وتتراوح تكلفة الغرفة ما بين الـ 15 والـ 30 دولار لليلة الواحدة .
أما بالنسبة لآلات البيع ، والمغاسل وكل هذه المرافق فهى عامة يتشاركها الجميع وذلك لتوفير المساحة ، وهذا يسمح لهذا النوع من الفنادق بتوفير 700 غرفة على مساحة صغيرة .
ليلة رأس السنة والـ kfc
معظم البلدان في الغرب لديهم تقاليدهم الخاصة في قضاء ليلة رأس السنة لأنها دول ذات أغلبية مسيحية ،ولكن في اليابان حوالي 1٪ فقط من السكان مسيحيين، وطريقتهم في الاحتفال من اغربما يكون .. وهى الوقوف في طابور لمدة قد تفوق الساعتين للحصول على وجبة من KFC !
عمليات تشويه الأسنان !
في جميع أنحاء العالم، تعتبر الأسنان الغير متناسقة شيء محرج للكثيرين ، بل ويود البعض لو يقوم بعملية لتحسين مظهرها ، وعادة ما يتم تشجيع الأطفال على استعمال تقويم الاسنان لإصلاح الأسنان المنحرفة.
ولكن على مدى العامين الماضيين اختلف الامر ، فأصبحت الأسنان المنحرفة الغير متناسقة علامة من علامات الجمال ، لدرجة قيام الكثير من النساء بإجراء جراحات المفترض انها تجميلية وذلك لإظهار الأنياب بشكل أطول من الاسنان !!
وبالتأكيد المشاهير هم من ابتدعوا هذه الموضة وكالعادة تتبعهم الناس كالعميان ، والجدير بالذكر ان تكلفة هذه الجراحة تكلف 400 دولار !
400 دولار مقابل جراحة تشويهية !
الإكرامية أو (البخشيش)
البقشيش او الإكرامية او الـ (Tips) هو نوع من انوع الرشوة ولكن بطريقة انيقة قليلاً ، يعتبر ممارسة شائعة في أمريكا الشمالية، على الرغم من أنه موضوع مثير للجدل، خصوصا حول من الذي يستحق ان تترك له مال إضافي ، وكم من المال يستحق .
أما في أوروبا أصبح الموضوع أقل مما كان عليه ، وتكاد هذه الفكرة تختفي.
في اليابان فكرة الإكرامية معدومة ، النوادل ،عمال الفنادق ، وسائقي سيارات الأجرة وغيرهم لا يقبلون بها إطلاقاً ، لدرجة انك لو أعطيت لسائق مثلا المزيد من المال كإكرامية سينظر لك على انك شخص “وقح” وانك تتعمد اهانته !
فهم يرون ان المال الذي يأخذونه مقابل الخدمة التي يقدمها لك كافي ، وان اي مال إضافي يعتبر إهانة لا تُغتفر !
لدرجة ان بعض شركات السياحة تطالب السياح الذين تركوا إكرامية للنادل مثلا او لأي عامل بالفندق بأن يعودوا لإستعادة اموالهم، فهم يرون ان الخدمة الجيدة التي يقدمونها هى مقابل ما دفعته من مال ، ولا علاقة للـ Tips بذلك
لطالما كانت اليابان مثال رائع يقتدى به من أجل سلوكيات شعبه واخلاقه ، وذلك للصيت الذي يتمتع به ، وإنفراده ونجاحاته في كثير من المجالات ..
والآن ؛ بعدما تعرفت على هذه الأشياء .. هل لازال حلم السفر إليها يراودك ؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق